ماذا يعني انتمائي للاسلام(2)

ثانياً : أن أكون مسلماً في عبادتي

وحتى أكون مسلماً في عبادتي فإن ذلك يوجب علي ما يلي :

أن تكون عبادتي حية متصلة بالمعبود .. وهذه درجة الإحسان في العبادة . فقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإحسان فقال

أن تكون عبادة خاشعة أستشعر فيها حرارة الوصال ولذة الخشوع .. قالت عائشة رضي الله عنها : [ كان رسول الله صلى اله عليه وسلم يحدثنا ونحدثه , فإذا حضرت الصلاة كأنه لم يعرفنا ولم نعرفه ] وإلى هذا يشير الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله [ كم من قائم حظه من صلاته التعب والنصب ] وقوله [ كم من صائم حظه من صومه الجوع والعطش ] .

أن أكون في عبادتي حاضر القلب , منخلعاً عما حولي من مشاغل الدنيا وهمومها . وإلى هذا يشير الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله [ لا ينظر الله إلى صلاة لا يحضر الرجل فيها قلبه مع بدنه ] وقيل [ الصلاة من الآخرة فإذا دخلت فيه خرجت من الدنيا ] وروى عن الحسن أنه قال [ كل صلاة لا يحضر فيها القلب فهي إلى العقوبة أسرع ] .

أن أكون في العبادة طمعاً لا أقنع ونهماً لا أشبع .. أتقرب إلى الله بالنوافل استجابة لقول الله تعالى في الحديث القدسي [ من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلى مما افترضته عليه , وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه , فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به , وبصره الذي يبصر به , ويده التي يبطش بها , ورجله التي يمشي بها , وإن سألني لأعطينه , ولئن استعاذ ني لأعيذنه , وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس عبدي المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته ] .

أن أحرص على قيام الليل , وأروض نفسي على ذلك حتى تعتاده , فإن قيام الليل من أقوى المولدات الإيمانية .. وصدق الله تعالى حيث يقول { إن ناشئة الليل هي أشد وطئاً وأقوم قليلاً } ولقد وصف الله عباده المؤمنين بقوله { كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون , وبالأسحار هم يستغفرون } { تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون } .

أن تكون لي مع القرآن الكريم جلسات وتأملات وبخاصة عند الفج لقوله تعالى { إن قرآن الفجر كان مشهوداً } أتلوه بتدبر وتفكر وخشوع وحزن لقوله صلى الله عليه وسلم [ إن هذا القرآن نزل بحزن فإذا قرأتموه فتحازنوا ] كما أن علي أن أتذكر قول الله تعالى { لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله } وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ما آمن بالقرآن من استحل محارمه ] وقوله [ أفضل عبادة أمتي تلاوة القرآن ] .

وفي حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال [ إن هذا القرآن مأدبة الله فقابلوا مأدبة الله فاقبلوا مأدبته ما استطعتم إن هذا القرآن جبل الله والنور المبين والشفاء النافع , عصمة لم تمسك به , ونجاة لمن اتبعه , لا يزيغ فيستعتب , ولا يعوج فيقوم , ولا تنقضي عجائبه , ولا يخلق من كثرة الرد , اتلوه فإن الله يأجركم على تلاوته كل حرف عشر حسنات , أما أني لا أقول لكم ألم حرف , ولكن ألف ولام وميم ] وفي وصيته لأبي ذر [ عليك بتلاوة القرآن فإنه نور لك في الأرض وذخر لك في السماء ] .

أن يكون الدعاء معراجي إلى الله في كل شأن مكن شؤوني , فالدعاء هو العبادة .. وأن أحرص على المأثور منه , وصدق الله حيث يقول { ادعوني أستجب لكم } .